كيفية صبغ الشعر: الدليل الكامل لتلوين الشعر بخطوات صحيحة وأمنة

تُعدّ صبغة الشعر من أقدم الوسائل التجميلية التي استخدمها الإنسان لتغيير مظهره وإبراز جماله، وقد تطورت هذه التقنية على مر العصور لتشمل مجموعة واسعة من الألوان والتركيبات التي تناسب مختلف الأذواق والأنواع. لم تعد الصبغة مقتصرة على تغطية الشعر الأبيض فقط، بل أصبحت وسيلة للتعبير عن الشخصية وتجديد الإطلالة. في هذا المقال الموسّع، سيتم تناول عملية صبغ الشعر من جميع الجوانب؛ بدايةً من التحضيرات، مرورًا بخطوات التنفيذ، وصولًا إلى طرق العناية بعد الصبغة، مع التركيز على تقنيات الصبغة المنزلية والاحترافية.

مفهوم صبغ الشعر

صبغ الشعر هو عملية تغيير لونه الطبيعي باستخدام مركبات كيميائية أو طبيعية. وتختلف أنواع الصبغات بين دائمة، وشبه دائمة، ومؤقتة، وتُستخدم وفقاً للغرض المطلوب سواء لتغطية الشعر الرمادي، أو لتغيير اللون بالكامل، أو لإضفاء أبعاد جديدة على الشعر من خلال التدرجات اللونية أو تقنيات مثل الهايلايت والأومبريه.

أنواع صبغات الشعر

تنقسم صبغات الشعر إلى عدة أنواع، وكل نوع يتمتع بخصائص محددة تتوافق مع حاجة المستخدم:

1. الصبغة الدائمة (Permanent Hair Dye)

تعتمد هذه الصبغات على تفاعلات كيميائية تؤدي إلى تغيير دائم في لون الشعر. تحتوي عادة على الأمونيا وبيروكسيد الهيدروجين (ماء الأوكسجين) لتفتيح اللون وإدخال الصبغة داخل جذع الشعرة. تدوم لفترة طويلة لكنها تتطلب عناية فائقة بسبب احتمالية تلف الشعر.

2. الصبغة شبه الدائمة (Semi-Permanent Hair Dye)

تمنح لوناً مؤقتاً يدوم بين 6 إلى 12 غسلة. لا تحتوي عادة على الأمونيا، ما يجعلها أقل ضررًا على الشعر. ممتازة لمن يرغب في التغيير المؤقت أو تغميق اللون الحالي دون التزام طويل.

3. الصبغة المؤقتة (Temporary Hair Dye)

تغلف الشعرة من الخارج ولا تخترق جذعها، لذلك تزول من أول غسلة. تُستخدم عادة في المناسبات أو لتجربة لون جديد قبل اتخاذ قرار دائم.

4. الصبغات الطبيعية

مثل الحناء، والكركم، وقشر الجوز، وهذه صبغات لا تحتوي على مواد كيميائية قاسية وتُعدّ خيارًا صحّيًا، لكن ألوانها محدودة ولا يمكن التحكم بها بدقة مثل الصبغات الصناعية.

أدوات صبغ الشعر

قبل البدء بصبغ الشعر، من المهم تجهيز الأدوات المناسبة لتسهيل العملية وضمان توزيع اللون بشكل متساوٍ:

التحضيرات اللازمة قبل صبغ الشعر

تُعدّ مرحلة التحضير من أهم المراحل التي تساهم في نجاح عملية الصبغة وتفادي الأضرار:

1. اختبار الحساسية

ينبغي إجراء اختبار بسيط على الجلد (خلف الأذن أو عند المعصم) قبل 48 ساعة من استخدام أي منتج صبغة، لتفادي التفاعل التحسسي.

2. تقييم حالة الشعر

يُنصح بتجنب الصبغة إذا كان الشعر هشًا أو متقصفًا بشكل مفرط، ويُفضل ترميمه أولاً باستخدام علاجات البروتين والزيوت الطبيعية.

3. عدم غسل الشعر مباشرة قبل الصبغة

يُفضل أن يكون الشعر غير مغسول حديثًا، حيث إن الزيوت الطبيعية لفروة الرأس توفر حماية ضد تهيج المواد الكيميائية.

خطوات صبغ الشعر في المنزل

اتباع الخطوات الصحيحة يضمن الحصول على لون متجانس ونتائج مرضية:

1. تقسيم الشعر

يُقسم الشعر إلى أربع أقسام رئيسية (أمامي يمين، أمامي يسار، خلفي يمين، خلفي يسار) لتسهيل توزيع الصبغة.

2. تحضير خليط الصبغة

يتم خلط عبوة اللون مع الأوكسيد حسب التعليمات المرفقة مع المنتج داخل وعاء بلاستيكي.

3. تطبيق الصبغة

باستخدام الفرشاة، تُطبق الصبغة من الجذور أولاً في حالة التغطية الكاملة، ثم توزع نحو الأطراف. إذا كان الشعر مصبوغًا مسبقًا، يتم وضع الصبغة أولًا على الجذور ثم لاحقًا على الأطراف لتفادي تضررها من الإفراط في اللون.

4. مدة الانتظار

تُترك الصبغة على الشعر حسب المدة المحددة على العبوة، والتي تتراوح عادة بين 25 إلى 45 دقيقة، حسب درجة التفتيح المطلوبة.

5. الغسل والعناية اللاحقة

يُغسل الشعر جيدًا بالماء الفاتر حتى يصبح الماء صافيًا، ثم يُستخدم بلسم خاص للشعر المصبوغ لإغلاق المسام والحفاظ على اللون.

العناية بالشعر بعد الصبغة

بعد صبغ الشعر، يحتاج إلى عناية خاصة للحفاظ على اللون ولمعان الشعر، ومن أبرز النصائح:

1. استخدام شامبو خالٍ من الكبريتات

الكبريتات تساهم في إزالة الزيوت الطبيعية من الشعر وتؤدي إلى بهتان اللون بسرعة.

2. التقليل من الغسل المتكرر

غسل الشعر المصبوغ مرتين أسبوعيًا كحد أقصى يحافظ على اللون ويمنع جفاف الشعر.

3. الترطيب العميق الأسبوعي

ينصح باستخدام ماسكات مغذية تحتوي على الزيوت الطبيعية كزيت الأرغان أو زيت جوز الهند لتغذية الشعر من الداخل.

4. تجنب الحرارة المفرطة

ينبغي تقليل استخدام مكواة الشعر أو المجفف، وإذا استُخدمت، يجب وضع واقي حراري مسبقًا.

الأخطاء الشائعة في صبغ الشعر

الوقوع في بعض الأخطاء قد يؤدي إلى نتائج غير مرضية أو حتى إلى تلف الشعر:

• اختيار لون غير مناسب للبشرة: يؤدي إلى مظهر غير متناغم وغير طبيعي.

• تفتيح الشعر بدرجات عالية دفعة واحدة: يُسبب تقصفًا وضعفًا حادًا للشعر.

• ترك الصبغة لفترة أطول من الموصى بها: لا يؤدي ذلك إلى نتائج أفضل بل يزيد من الضرر.

• عدم العناية بالشعر بعد الصبغة: يُفقد الشعر لمعانه ويصبح باهتًا ومتقصفًا.

الصبغات الاحترافية في صالونات التجميل

تُقدم صالونات التجميل خدمات متقدمة تتيح للمستخدم الحصول على ألوان معقدة وتدرجات دقيقة مثل تقنية “بالياج”، “أومبريه”، أو تفتيح الشعر بدرجات عالية بطريقة آمنة باستخدام منتجات ذات جودة عالية. وتعتمد هذه الخدمات على خبرة المختص الذي يختار المواد المناسبة بناءً على نوع الشعر وتاريخه الصبغي، مع مراعاة صحة الفروة ونوعية الشعر. وعلى الرغم من أن تكلفتها أعلى من الصبغة المنزلية، إلا أنها توفر نتائج دقيقة تدوم لفترة أطول وتقلل من تلف الشعر.

الجدول التالي يوضح الفروق الأساسية بين أنواع صبغات الشعر:

ملاحظات هامة لاختيار اللون المناسب

• أصحاب البشرة الفاتحة يليق بهم ألوان الأشقر، النحاسي، البني الفاتح.

• أصحاب البشرة الحنطية تناسبهم ألوان الكاراميل، الشوكولاتة، النحاسي الغامق.

• أصحاب البشرة السمراء يبدون رائعين مع ألوان الكستنائي، البني الداكن، الأسود المزرق.

تأثير صبغة الشعر على الصحة

على الرغم من شيوع استخدامها، إلا أن بعض الدراسات أثارت تساؤلات حول سلامة المواد الكيميائية في الصبغات الدائمة، وخاصة المواد التي تحتوي على الأمونيا أو البارافينيلين ديامين (PPD). وقد تم ربط بعض هذه المواد بمشكلات جلدية وحساسية، لذلك يُفضل استخدام المنتجات ذات المكونات الطبيعية أو المعتمدة طبيًا، وتجنب استخدامها بشكل متكرر.

الخلاصة

صبغ الشعر فنّ بقدر ما هو علم، يتطلب معرفة كافية بخطوات التطبيق والمكونات وآلية العناية اللاحقة. سواء تم اختيار الصبغة في المنزل أو لدى متخصص، فإن النجاح في العملية يعتمد على احترام تعليمات الاستخدام، واختيار المنتجات الملائمة، والانتباه إلى حالة الشعر ونوعه. وتبقى العناية اللاحقة مفتاح الحفاظ على لون مشرق وشعر صحي لفترة طويلة.

المراجع:

1. American Academy of Dermatology Association – Hair Dyes and Health Risks.

2. International Journal of Trichology – Chemical Hair Dyes and Adverse Effects.